الأسد
الأسد (Panther leo) lion ثديي لاحم ضخم القد، يعيش في المناطق الحارة ويتميز باللبدة التي تختص بها الذكور. ينتسب الأسد إلى صف الثدييات وفصيلة السنوريات Felidae. وهو من أكبر الحيوانات التي عرفتها الحضارات القديمة في مصر وما بين النهرين ومنطقة البحر المتوسط، إذ تم العثور على آثار آشورية قديمة نُقِشَت عليها مشاهد لصيد الأسود، كما أن الرومان كانوا من ممارسي هذه الرياضة في شمالي إفريقية. أما مايتعلق بالعرب فلم يكن صيد الأسود عندهم من الرياضة في شيء، إذ كانوا يُعدون له حفرة يربطون عليها جَدْياً يخدعونه به.
يبلغ ارتفاع الأسد عند الكتف 1م، ويبلغ طوله الوسطي 2م من نهاية الأنف حتى منشأ الذيل. ويمكن أن يصل وزنه إلى 180كغ. ولونه أغبر يتلاءم مع ألوان الغابات المفتوحة التي يعيش فيها، ويمثل هذا اللون له عنصر تمويه. وجلد الأسد قليل الوبر باستثناء اللبدة الجميلة الداكنة اللون التي يحملها الذكر، وتعد صفة جنسية ثانوية، فإذا ماخصي الذكر فقد لبدته وأصبح يشبه اللبوة.
وللأسد فكان قويان قصيران، مجهزان بأسنان ضخمة معوجة، والضرس الأمامية الرابعة والضرس الخلفية الأولى ناميتين وقاطعتين كالمقص. أما الأضراس الأخيرة فتكون ذوات نواتئ واضحة وتستخدم لسحق العظام. كما تنتهي أصابع اليد والرجل بمخالب قابلة للانكماش.
ولقد ظُنَّ أن في الإمكان تمييز عدة عروق من الأسود بحسب طول الوبر واللبدة. ويلاحظ أن الأسود التي تقطن المناطق التي تكثر فيها الجنبات الشوكية تقل عندها كثافة الوبر واللبدة. ولقد كانت رقعة انتشار الأسد فيما مضى أكثر اتساعاً من اليوم، فقد كان انتشاره شائعاً في جنوب غربي آسيا وفي آسيا الصغرى وشمالي إفريقية. أما اليوم فيعيش في مناطق السباسب الإفريقية جنوبي الصحراء الكبرى، حيث تعيش الحيوانات العاشبة الكبيرة كحمار الزرد والأيائل التي تعد فريسته المفضلة. ويعيش في آسيا اليوم نحو 200 رأس ولاسيما في المحميات الطبيعية.
تتكاثر الأسود في أي وقت من العام، فتكاثرها لا يرتبط بزمن محدد. وتبلغ مدة الحمل مابين 100 و 110 أيام. وتحمل الأنثى عموماً ثلاثة صغار في كل بطن. وقد يصل عددها في الأَسْر إلى خمسة. وعند الولادة تكون الصغار مغمضة الأعين بارزة المخالب مبرقعة الفراء. وتزول هذه البقع في الذكور بعد سنة ونصف، أما في الإناث فقد تدوم مدى الحياة. وتُرْضِعُ الإناثُ صغارها مدة تراوح بين 3 و4 أشهر. وتبقى الصغار برفقة أمهاتها مدة طويلة، وتقوم الأمهات في أثنائها بتعليم صغارها الصيد وتدريبها عليه.
ويمكن للأسد أن يتزاوج مع النمرة، ويدعى ابنهما نغل النمرة والأسد tigron.
تتمتع الأسود بغريزة اجتماعية نامية نسبياً. فهي تعيش حياة أُسريَّة، إذ يمكن للأسد واللبوة أن يعيشا حياة مشتركة لسنين طويلة، وربما العمر كله. وقد تعيش أكثر من أسرة معاً. وتقوم لبوة واحدة بحراسة كل الأشبال لا أشبالها فقط. أما الأفراد التي تعيش منعزلة فهي ذكور هرمة وخطرة على من يعترض طريقها.
تنشط الأسود ليلياً عادة، وتتراجع في النهار إلى الأدغال أو تختفي في الأماكن التي تكسوها الأعشاب العالية، وعندما يحل المساء يخرج الأسد للبحث عن فريسته، أما فرائسه المفضلة فهي الظباء وحمر الزرد والجواميس، وقد يهاجم في بعض الأحيان وحيد القرن، كما يمكن أن يهاجم الحيوانات الأهلية، كالخروف والثور التي تكون عادة سهلة المنال عند الملاحقة.
تصطاد الأسود فرائسها بطريقتين: الأولى صيد التربص، ويتم ذلك عند موارد المياه حيث يتربص الأسد بفريسته، ويتقض عليها عندما تقترب من موردها ويعضها بشدة في عنقها، ويهشم فقراتها العنقية بقدميه، ثم يجرها إلى دغل ويمزق بطنها ويحصل على أحشائها الطافحة بالدم كالقلب والكبد ويتغذى بها.
أما الطريقة الثانية فهي الصيد بالمطاردة، وتختص بها الإناث، إذ تتبع الطريدة، وتدفعها بذكاء وفطنة نحو بقية الأسود الأصغر سناً ثم تنقض عليها، وعندما يتم القبض على الفريسة يبدأ رئيس الأسرة بالأكل، ويليه الآخرون وفقاً لتدرج المراتب في الأسرة، ويكون لللبوات الأفضلية بالغذاء.
يسمى صوت الأسد زئيراً. ويمكن تمييز حالة الأسد من زئيره، فزئير النداء يختلف عن زئير الألم، وزئير السرور يتميز من زئير الحزن. ويتمتع الأسد بقوة هائلة، ويمكن أن تصل قفزته إلى ستة أمتار ونصف، ولهذا يكون عرض الحفر التي تفصل هذه الضواري عن الزوار في حدائق الحيوان عندما تكون طليقة ثمانية أمتار على الأقل.
وليس للأسد موقف ثابت من الإنسان، فهو يتحاشاه عامةً، غير أنه قد يهاجمه فجأة، ولاسيما إذا كان جائعاً أو خائفاً أو جريحاً أو مرافقاً صغاره.
ويمكن تربية الأسود في الأسْر، إذ يمكن تدجينها بسهولة. وتبلغ الجراية اليومية للفرد نحو 4.5كغ من اللحم.