تعمل الكشفية على سد احتياجات الفتيان وإشباع رغباتهم الفطرية .. من طبيعة الفتيان حب التجمع في مجموعة تحت إمرة واحد منهم يختارونه من بينهم لما يتميز به من صفات … يدونون له بالولاء وتعاونون معه في إخلاص يعملون معاً من أجل تحقيق هدف معين … أياً كان هذا الهدف هذه هي طبيعة الفتيان التي عمدت الكشفية وبشيء من التطوير على استغلالها لتوجيه النشئ إلى الوجهة الصحيحة السليمة …
ونظام الطلائع هو ا لذي تتميز به الكشفية عن غيرها من مختلف المنظمات الشبابية وهي الظاهرة التي امتازت بها للمساهمة في وسائل التربية الحديثة .. فهي خير وسيلة تساعد في تربية الشباب وتنشئتهم نشأة روحية ووطنية قوية سليمة.
فالطليعة هي أساس الفريق الكشفي … ولذلك لا يصح أن نقول أن الفريق ينقسم إلى طلائع والأصح أن نقول أن الفريق موجود في طلائعه.
والطليعة بقلة عدد أفرادها تسمع بظهور الخبرات والمهارات … الأمر الذي لا يتاح في الفريق ككل لكثرة عدده .. والطليعة تعمل بشكل أفضل عندما تكون بين طلائع أخرى فالتنافس بينها يدفع بها إلى الإجادة..
الطليعة هي مجموعة جيدة من الأصدقاء يعملون معاً في تعاون على أداء عمل عين في جو من البهجة والمرح .. وهي قادرة على تحمل مسئولياتها كاملة.. والطليعة هي نقطة البداية في العمل الكشفي حيث تعمل كوحدة مستقلة ذات برنامج مستقل .. ولو أنه يدور في إطار الهيكل العام للخطة المعتمدة…
وبما أن الطليعة بهذه الأهمية فيحتاج إلى نظام ينظمها … فما هو النظام وما معناه ؟
النظام :
لا حياة لمجتمع إنساني وحتى حيواني (النمل – النحل) بدون نظام … فكل مجتمع لابد له من ضوابط وقيود في حدودها يتصرف أفراده .. لو كان الإنسان يعيش بانفراده في جزيرة خالية لأمكن له أن يتصرف كما شاء بكل حرية ، ولكن بما أنه يعيش مع آخرين يلزم ضبط اتصالاته بهم بضوابط يطلق على مجموعها عادة لفظة نظام ….
يختلف النظام حسب المجموعات البشرية التي يضبطها فليس نظام الجيش يشبه نظام مصنع ولا نظام فصل مدرسة يشبه نظام وحدة كشفية … إن أرادت الوحدة الكشفية لنفسها البقاء والازدهار فعليها أن تضع لنفسها نظاماً محكماً .. أي قواعد موضوعية مستمدة من وجوب التعايش السليم يشارك أفرادها في وضعه مقتنعين بوجوبه فيكون الانضباط داخل هذا النظام تلقائياً أي صادراً عن طواعية وطيب نفس وليس هو بمفروض من الخارج…
يجب أن يعم النظام كل تشكيلات الوحدة الكشفية وأنشطتها بما في ذلك اجتماعات مجلس الشرف والمجموعات الصغيرة والخرجات والمخيمات والمسابقات واللعب والعروض التمثيلية وزوايا نادي الوحدة .. إن تدريب الفتى على النظام في الحياة الكشفية يفضي إلى اكتساب عادة خاصة في السلوك هي الانضباط التلقائي التي هي صفة حميدة يجدر بكل مواطن أن يتحلى بها.
ومن أهم أهداف نظام الطلائع ما يلي :
1. أن يتدرب الفتى على الحياة الاجتماعية بما في ذلك من إنماء لروح التعايش واحترام الغير.
2. أن يتدرب الفتى على إبداء الرأي والمشاركة في أخذ القرار.
3. أن يتدرب الفتى على تحمل المسئوليات والقيادة والتعاون والاعتماد على الله.
4. يغرس في نفوس الفتى روح التنافس الشريف والاقتناع.
5. التعويد على طاعة العريف مع أنه واحد منهم.
نظام الطلائع ولماذا ؟؟
لكي نعرف لماذا نظام الطلائع هو الأساس في الحركة الكشفية .. علينا أن نتسائل ماذا حقق هذا النظام للكشافين ؟ والإجابة تتمثل فيما يلي :
1- الحجم الطبيعي :
تتكون الطليعة من مجموعة صغيرة من الفتيان يتراوح عددهم بين 6 : 8 أفراد من أعمار متقاربة .. تقوم بإدارة شئون نفسها بنفسها.
2- الحاجة إلى الفتى :
يجب أن يكون الفتى عضواً نشطاً في طليعته أكثر من أن يكون في الفرقة ، وذلك لأن الطليعة بعددها القليل تكون في حاجة إليه بخلاف الفرقة بعددها الكبير فإنها تستطيع أن تعمل بدونه .. كما أن غيابه عن الفرقة قد لا يلاحظه أحد .. بينما غيابه عن الطليعة يسبب فراغاً.
3- تحمل المسئولية :
تقع على كاهل الفتى في الطليعة مسئولية يتقبلها برغبة ويؤديها في سعادة (أما أمين عهدة أو مسئول الرحلات والمخيمات أو أمين مكتبة أو سكرتير… ) وبهذا ثقته في نفسه تزداد بسبب ما يكتسبه من خبرة نتيجة لأدائه الأعمال بنفسه .. الأمر الذي قد لا يتاح له في الفرقة.
4- الصداقة والأخوة :
تزداد الصلة أكثر بين الأفراد في الطليعة الواحدة بحيث يشعر الواحد منهم أنه جزء لا يتجزأ من هذه الطليعة … وإن علاقتهم بعضهم ببعض تجعلهم يعملون بروح الفريق الواحد … مما تجعل الطليعة تحافظ على بقائها واستمرارها….
5- القيادة العملية :
القيادة مهنة أكثر منها منصب .. وفي الطليعة تكون لدى الكشاف فرص كثرة لممارسة القيادة ليس فقط كعريف … فالطليعة في حاجة إلى قيادات أكثر .. وذلك لقلة عدد أفرادها وكثرة مسئولياتها بخلاف الفرقة.
6- تشكيل الطليعة :
تتكون الفرقة من طلائع .. والفرقة بدون طلائع تبدو وكأنها لا شئ .. وعلى ذلك فالفرقة التي تتكون من ثمانية أفراد فقط (وهو عدد صغير) لابد وأن تتشكل من طليعتين …
والأمر الطبيعي أن تنضم الطلائع إلى بعضها لتصبح فرقة .. وأن ينضم الفتيان للطلائع لتصبح طلائع وليصبحوا هم كشافين.
ويحبذ أن يكتب أسماء الطلائع والكشافين في لوحة كبيرة توضع في أحد زوايا النادي الكشفي.
• إرشادات في المحافظة على بقاء الطليعة :
يجب العمل على أن تظل الطليعة قائمة لأطول فترة ممكنة وليس المقصود بالمحافظة عليها هو الاستمرارية فحسب بل والحيوية والنشاط وحسن الأداء … وفيما يلي بعض أساسيات البقاء .
1- تكليف الطلائع بأقصى مسؤولياتها .. ,هذا يتضمن كافة المتطلبات مثل إعداد مسابقات … تنظيف النادي .. إعداد وتجهيز المخيم.
2- يجب على الطلائع التنافس في شتى المجالات .. الألعاب .. ألعاب ريادة .. المسابقات الكشفية والثقافية … الهوايات … الزي الرسمي …
3- لابد الطلائع من زيادة أنشطتها على مستوى الفرقة أي عمل نشاط مثل مسابقة أو تدريب أو إعداد حفل على مستوى الفرقة..
4- عريف الطليعة :
تقوم الطليعة باختياره من بين أعضائها شريطة أن تتوفر فيه صفات القيادة أو أن يعمل القائد على اختيار العريف ممن يتسم فيه الإيمان بالله وصفات القيادة وحسن الخلق والمعرفة الكشفية ويقوم العريف باختيار مساعداً له .. ومن أهم واجبات العريف نحو طليعته ما يلي :
- المشاركة في التدريب .
- يضع خطة اجتماع الطليعة وأنشطتها.
- يرأس اجتماع الطليعة وأنشطتها.
- يمثل الطليعة في مجلس اجتماعات مجلس الشرف ويرفع إليه احتياجاتها ورغباتها ومشكلاتها.
- يعمل على تقوية روح ا لكشفية وروح التعاون والإخاء بين أفراد طليعتهم.
- هو القدوة الحسنة من حيث التقدم الكشفي وكذلك الأخلاق واتسام تصرفاته بالوعد والقانون.
ولكي ينجح عريف الطليعة في مهمته : يجب على القائد أن يعده لما يأتي :
1- أن يعمل على إعداد نفسه إعداداً كاملاً يمكنه من القيام بمسؤولياته.
2- أن لا يخجل أو يتردد أو يستشير أفراد طليعته أو يستعين بقائده أو بغيره من ذو الخبرة.
3- أن يوطد صلاته بأفراد طليعته وأن يكون لهم الأخ الأكبر ويعاونهم في محبة وتواضع.
4- أن يكون عادلاً في معاملة أفراد طليعته يساعد الضعيف في رفق ويشجع القوي في حزم وتقدير.
5- أن يتحمل المسؤولية بشجاعة ولا يلقي الخطأ على غيره.
6- أن يشجع المتقدمين في النشاط ويستحث المتأخرين ويغتني بمن هم أقل من المستوى المطلوب.
7- أن يعلم أن قوام نجاح الطليع هو إتاحة الفرصة لأفرادها للتقدم لاجتياز المرابت الكشفية .
وعلى العريف أن يوكل إلى أفراد طليعته بعض المسؤوليات ..منها :
مساعد العريف ..
أمين الصندوق ..
السكرتير ..
أمين العهدة ..
مسؤول الرحلات والمخيمات ..
أمين المكتبة .
مسؤول العلاقات العامة ..
وأخيراً .. إن هذا النظام هو لب الكشفية .. وهو الركيزة القوية التي تنهض عليها ويختلف هذا النظام عن كافة الأنظمة الشبابية الأخرى … ويتميز عنها بأسلوبه الفريد في التنظيم والتدريب .. فالطليعة هي الوحدة المتعاونة في اللعب وفي العمل .. وهي التشكيل الذي يعتبر مفتاح الكشفية .. واللبنة الصالحة القوية في بناء الفريق الكشفي.