إنّ تقسيم الفرقة الكشفية إلى طلائع وتسمية كل طليعة باسم من أسماء الحيوانات المشهورة المتصفة بالصفات المحمودة والخصال النبيلة، وإن كان عنصرا من عناصر الطريقة الكشفية يقصد به إلى تعويد الكشاف على حسن الانتماء وتكريس مبدأ الالتزام في نفسه وتمرينه على تحمل المسؤولية ضمن مجموعته الصغرى، فإنه أيضا ضرورة تفرضها طبيعة الحياة البشرية، فالإنسان مدني بطبعه ولكن مدنيته هذه لا بدّ أن تطوّع في إطار معيّن يسمح له بممارسة دوره والاضطلاع بمسؤوليته دونما لبس أو التباس مع أشخاص آخرين أو أدوار أخرى.
وإن الطليعة هذه المجموعة المؤلفة من ثمانية كشافين متقاربين في السن والميولات فرصة لكل كشاف لكي يمارس دوره ومسؤوليته ويحقق بالتالي مدنيته ويعزز مواهبه الفطرية وقدراته المكتسبة في إطار ما يكلف به من مهام داخلها.
ولذا فإن من أوكد ما يجب على القائد مراعاته كي تكون لهذه الطليعة فائدتها ولهذا النظام جدواه، هو أن يحسن توزيع المهام داخل الطليعة بحسب طبيعة كل فرد ومواهبه وقدراته حتى لا يكون ما نكلفه به عبئا ثقيلا عليه سريعا ما يتخلى عنه.
ثم إنّ من واجبنا أيضا أن نمنح الطليعة حيزا من الحرية يمكنها من إثبات قدرتها أو قدرة أفرادها على البرمجة والتخطيط ثم التنفيذ والتقويم، فمن خلال الحرص على حسن إعداد البرنامج الشهري وتزويق ركن الطليعة ومسك إدارياتها ومن خلال ما تقوم به الطليعة من أنشطة داخلية وخارجية يمكننا اختبار كشافيها وتشجيعهم على المثابرة أو حثهم على مزيد بذل الجهد من أجل بلوغ الغاية القصوى وهي إعداد المواطن المسؤول القادر على تحمّل المسؤوليّة و على إفادة نفسه وإفادة المجتمع.