كثيرا ما دعا دعاة الإصلاح وعلماء الأخلاق الناس إلى اتباع الفضائل ونبذ الرذائل ليعيش الناس في راحة وأمان، ولكن كل ذلك بقي خيـالا لاحقيقة له، وألفاظا تلوكها الألسن والواقع ينتج أضدادها، والنـــاس لايزيدون إلا فسادا، والتقدم المادي أعان على التفنن في الفساد. ولمـا كان الدين شرع لإصلاح الناس وبعث الدوافع النفسية لهذا الإصـلاح
وكان الإسلام أكمل الأديان وأتمها، فقد اتخذ وسائل عملية لهذالإصلاح
وسائل تنقذ الإنسان من نفسه ببواعث نفسية، تنقذه من وحشــــيته
وحيوانيته وخبثه وغروره، فقوانين الإسلام متى طبقت على وجهها
الصحيح تبعث في المسلم عزيمة من نفسه تهذبه وتصلح الفاسد منـه
فتجعله مثالا للخير.[/justify]