في تناغم لا مثيل له..وسهرة النار تؤنس ذلك المكان الفسيح بأهازيج وأناشيد وصيحات .. تنطلق من حناجرالفتية الذين يندمجون في حياة الخلاء لأول مرة بعيدا عن اسرّتهم الدافئة ..وغرف نومهم المريحة.
كانت لأولئك الصغار فرصة لا تعوض للمرح.. واللعب .. واكتشاف اشياء جديدة في انفسهم لم يكونوا يعلموها قبل هذه اللحظات.
وأوشكت تلك السهرة على الانتهاء .. وابتدأت الاكتاف بالتماسك والكل ينشد .. هيا الى اللقاء غدا .. هيا الى اللقاء .. وذلك القائد .. المنهك بمشاكل الحياة.. المندمج أيضا مع فتيته في ذلك السحر الكشفي الذي ملك القلوب ..ونفسّ عنه ماكان يشغله قبل بداية الرحلة ..ها هو ذلك القائد ينظر بعينين واسعتين الى ضحكات فتيانه يكتشف فيه السلوكيات التي تهمه أن يعرفها حتى ينميها أو يقومها .
لقد انتهت السهرة التي جمعت الطلائع في بدايتها بيا حارس النار الامين .. وجينا للسهرات.. وعرف كل واحد منهم موعد حراسته .. وجاء وقت النوم..ولجأ الفتية الى خيامهم يجرون ارجلهم مرهقين من عناء يوم طويل امتد مابين تعلمٍ للعقد الكشفية والربطات والتخاطب بالسسيمافور أو نصب للخيام .. والعاب كشفية وأخرى فكرية .. وطهي وترتيب للمخيم .. وغيرها من الاعمال التي رسخت في أذهانهم .. يتذكرونها وهم يعانقون بعيونهم نور القمر والنجوم من تحت اروقة خيامهم .
فعلا .. فلم يهذي من قال ان الكشفية هي حركة حياة الخلاء .
واللقاء الى خاطرة أخرى