إن السؤال حول الكشفية ، وحول مفرداتها وادبياتها أضحى سؤالاً هاماً ، وذلك لاعتبارات عديدة ، منها ما يخص نبوغها في استقطاب الفتية والشباب ، وكذلك تمكن مناهجها وعظمة ونبل أهدافها ، وبالتالي فإن نتائجها في الغالب محل تقدير من طرف المجتمع والأفراد .
ولكن اللافت للنظر هو أن المنهج الكشفي منهج مهمل ، بالرغم من أنه منهج متعدد الخصال فهو أكاديمي ، وهو عامي في آن ، وهو عميق ، وهو محدد كذلك وهو نظرية وعمل معاً أيضاً ، وهو كلي وجزئي ، وهو شامل ونسبي ، وغير ذلك .
ذلك أن المنهج الكشفي يرتكز على الأسس الكشفية الواجب تجاه الخالق والعباد والذات وكذلك فإن فروع وأسس المبادئ لا يمكن إغفالها .
والمجمل العام فالمنهج الكشفي منهج فكري وتقويمي وأخلاقي وعملي هدفه وغايته تكوين إنسان واعي وفعال ونافع ، واعي من الأخطار ، وفعال داخل حركة المجتمع ، ونافع لنفسه وللآخرين ((وهذه ما يقصد بها المؤسس بادن باول التربية العقيدية)) .
أن المنهج الكشفي منهج معرفة ، وتلك مناهج أيدلوجية وسياسية ، والمنهج الكشفي فعال اكثر من نظريات البنيوية والنص والشخصية والتفكيك والمورفلوجية والتناعم ، وذلك أن الكشفية تطبيق على الواقع يرعى الفروق ولا يهمل الفوارق بعكس النقص الموجود فيما سلف ذكره من مناهج .
والمنهج الكشفي يرتكز على قواعد بسيطة ولكنها هامة للغاية أنه إصلاح وتهذيب وبناء وهو معلومة ومهارة وسلوك تكون في المجمل إنسان صالح .
ولكن السؤال يظل ما هو المنهج الكشفي ؟ والإجابة تحتاج إلى وقفات ولكن الوقفة هنا فلسفية نوعاً ما لأنها تبحث في ما هية المنهج الكشفي .
فالكشفية لا تبحث عن قيمة محددة محلها السماوات العليا ، ولا تبحث في قيمة الماديات إلى ما لا نهاية ، ولكنها تركز على قيم النظر والعمل ، وهي باختصار رباطة جأش ، واختيار محبة ، وانتظام حكمة ، وصنع في الفعل لأجل تقدم المجتمع ، وبناءً للإنسان ، ولكن السؤال ما هو المنهج الكشفي ؟ هذه المقالة تحاول فتح طريقاً ما ويظل السؤال مفتوحاً للجميع .